أجمع اعلاميون على ضرورة ان يواكب الاعلام السوداني المرحلة الانتقالية المقبلة ويقود التغيير، واكدوا حاجة البلاد لطرح يواكب تحديات المرحلة تعلو فيه الروح الوطنية، مؤكدين بان الاعلام والصحافة خاصة عانت خلال الثلاث عقود الماضية من مصادرة الحريات. واكدوا رفضهم للاعتداءات وحملات اغتيال الشخصية التي يتعرض لها الاعلاميون والكتاب الصحفيون مناشدين قوى الحرية والتغيير بضرورة الالتزام بتنزيل شعار حرية سلام وعدالة علي واقع الممارسة الفعلية خلال القترة الانتقالية.
وطالب الاعلاميون خلال حديثهم فى برنامج “حوار المستقبل” بقناة النيل الازرق بضرورة التدريب والتاهيل لمجابهة المرحلة القادمة وتناسى مرارات الماضى واثارها النفسية وتجاوز الانتماءات الضيقة لمصلحة الوطن، وانتقد الاعلاميون اختطاف الاعلام لمصلحة القنوات الخارجية وهاجموا ايلاء المسؤولين في الدولة الحاليين والسابقين اولوية للاعلام الخارجي في التعامل مع التطورات المحلية.
وقال الدكتور مزمل ابوالقاسم ناشر ورئيس تحرير صحيفة اليوم التالى، ان الصحافة تعرضت خلال العهد البائد للمصادرة والملاحقة واعتقالات بالاضافة لمنع بعض الصحفيين من الكتابة الا انها بالرغم من ذلك فجرت قضايا فساد مبينا بانها دفعت ثمنا غاليا، وقال ان الوضع السابق اضعف المؤسسات الاعلامية اقتصاديا مما اثر على تطوير ادائها وتحسين الجوء العام. ونبه ابو القاسم الى تصفية الشركة التى كانت تحتكر الاعلان الحكومى محذرا من ما اسماه عودة الفساد القديم من القائمين على امر المؤسسات فيما يتعلق بالاعلان، مطالبا بقانون لتنظيم الاعلان الحكومى.
وقال ان الصحافة يجب ان تمارس دورها القيادى الامر الذى اعتبره لايمكن ان يتاتى بين ليلة وضحاها وقال ان الصحافة تحتاج لقدرات وامكانيات مادية وزاد: الصحف ضعيفة اقتصادية مطالبا الصحفى بان يكون قويا ولا يستجيب للابتزاز، وعزا ذلك لقيمته وأضاف ان قدرته علي التاثيره اكبر من السياسى.
وأبان ابوالقاسم ان السوشال ميديا رفعت من مقروئية الصحافة الورقية مشيرا الى ان بعض الصحفيين المنتمين للنظام السابق لم يكونوا ابواقا له، وقال يجب ان تكون فوى الحرية والتغيير بقدر التحدى وتحول شعارتها حرية سلام وعدالة الى واقع.
ومن جهتها اوضحت رشان اوشى الكاتبة الصحفية، بان الصحافة تعرضت لهجمة شرسة من النظام السابق، مؤكدة ان الاعلام ينبغي ان يكون حارسا الثورة واهدافها ومراقبا لاداء الحاكمين دون مجاملة واضافت: يجب ان يكون الاعلام على قدر المسئولية فى المرحلة القادمة لمواكبة التغيير مطالبة باستقلالية الصحافة عبر مؤسساتها ماديا .
واضافت اوشى بان السواد الاعظم للصحفيين مصنفين، وعزت ذلك لعدم انفصالها عن السياسة وقالت ان البعض يريد ان تكون الصحافة بوقا لقوى الحرية والتغيير. واعتبرت علاقة الصحافة والسلطة تكافؤية وليست تبعية، وذكرت ان الشعب السودانى ضحية للخطاب السياسى المضلل سواء كان من الحكومة او المعارضة – على حد وصفها- مبينة بانها متفائلة من المخاض العسير للوضع الجديد للبلاد وعبرت عن املها في ان تدعم الدولة مدخلات الصحافة.
وأكدت ان السودان لن يعود الي ممارسات العهد البائد الذي شهد مصادرة الصحف وابتزازها بالاعلان.
من جانبه قال الاستاذ علم الدين عمر الكاتب الصحفى والمحلل السياسي، ان الصحافة السودانية تجاوزت التردى العام الذى كانت تعانى منه الدولة ولم تكن استثناء من الوضع العام.
وأبان أن الاعلام بحاجة الى قرأة متانية لمواكبة التغيير الحقيقى لبنية الدولة، مشيرا الى ان النخب السياسية تفترض ان يتماهى خطابها مع الخطاب الاعلامى، وقال يجب بان تكون النخب السياسية والاجتماعية واعية ومدركة لتحديات الوضع الجديد .
وطالب عمر الاعلاميين بالتواضع للانتقال الديمقراطى بعيدا عن اساليب التخوين التى اعتبرها تضرب الوسط الصحفى من خلال حملات شرسة وقال :هذا الواقع يحتم علينا التعافى والتواضع دون تخوين او تجريح، مشيرا الى ان الصحافة استطاعت ادارة امرها بتميز ابان فترة الفراغ الدستورى مؤكدا بان ذلك يصب فى مصلحتها خلال المرحلة الانتقالية.
وتمنى الا تكون الفترة الديمقراطية المرتقبة كالتى سبقتها، مناشدا الصحفيين بالابتعاد عن العنف بكافة اشكاله رافضا ما اسماه حالات اغتيال الشخصية التي يتعرض لها عدد من الاعلاميين والكتاب الصحفيين.
وتوقع انتقال صعب الا انه تمنى ان يتحلى الجميع بروح المسئولية الوطنية والسعى لتطوير الشعب السودانى .
من جهته قال منتصر احمد النور المدير العام لقناة سودانية 24 ان اتهام القنوات بالالتحاق مؤخر بالثورة قديم وعز ذلك لمجموعة من العوامل كخوف ملاك القنوات الفضائية على مصالحهم بعدم تحدى السلطة بالاضافة لمسايرة الخط الاعلامى للدولة ومواقف العاملين بتلك القوات.
وأشار الى ان الصحافة كانت الاكثر شجاعة وجرأة واضاف الخوف لم يكن مقنعا بالرغم من انه وارد، مبينا بان اغلب القنوات غير مصممة على ملاحقة الاخبار وعزا ذلك لكلفتها كاشفا عن صعوبات واجهتهم فى ميدان اعتصام القيادة العامة.
من جانبه وجه الاستاذ عبدالماجد عبدالحميد رئيس تحرير صحيفة مصادر انتقادات لقادة العمل الصحفي وقال انهم لم يتقدموا بأي رؤية واضحة لمعالجة الخلل الذي اصاب العمل الاعلامي وقال بان التجربة التي اتيحت للصحافة الورقية إبان فترة حكم الانقاذ لم تتح لاي صحافة في محيط الجوار، ودعا عبدالماجد للتوافق على سياسات تضبط العمل الاعلامي، وابدأ تخوفه من الاقصاء مشيرا الى ان التجربة الاعلامية ابان الديموقراطية الثانية بالنسبة للاسلاميين كانت شائهة.
سودان برس