أخيراً قال القضاء كلمته في قضية سرقة شجرة الصندل الشهيرة من المتحف القومي للآثار واستدل الستار ببراءة المتهمين الأربع وهم مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف وثلاثة موظفين، وجاءت براءتهم نسبة لعدم كفاية الأدلة بمحكمة جرائم الفساد وحماية المال العام ..لا تعليق على أحكام القضاء السوداني المعروف بالنزاهة والحيادية في جميع درجات التقاضي وساحات المحاكم.
شجرة الصندل فاحت رائحة سرقتها في العام (2014) وهو التاريخ الذي اكتشفت فيه هذه العملية القذرة وتعد استهدافاً رخيصاً لآثار وقيم الشعب السوداني من قبل نفوس مريضة همها الكسب المادي فقط.
نحن لا نريد التعليق على حيثيات القضية الجنائية ولا تفاصيلها الدقيقة وملابساتها لكن ما نريده هو حماية الموجود من الآثار والحضارات على شاكلة المثل المعروف (الجفلن خلهن أقرع الواقفات)، واعتقد أن هناك (10) شجرات واقفات في المتحف يحتجن الحماية.
من المعروف أن مثل هذه الأماكن المهمة مثل المتحف القومي في كل دول العالم من أبجديات حمايتها هي زراعة كاميرات مراقبة في كل زاوية و(جُحر) إلا عندنا في هذه البلاد (السايبة) للصوص قطَّاعين الأشجار، وإن كانت هناك كاميرا واحدة لكانت القصة منتهية منذ بدايتها ومشاهدة اللص وهو يقطع بوضوح كما يفعل حكام مباريات كأس العالم بتقنية (الفار) حيث لا جدال ولا نزاع حول ركات الجزاء.
معظم السرقات وحتى بعض جرائم القتل في العاصمة الخرطوم أضحت كاميرات المراقبة هي الحل بكشف الجاني وفضحه وبالتالي تكون عملية الوصول إليه مسألة زمن ليس إلا.
في إحدى المشاهد الدرامية السودانية للكوميديان زاكر سعيد وهو يجسِّد الشاب القروي القادم من البلد حديثاً وبحوزته آخر جنيه (ألف جنيه بالقديم) وعند مروره ببائع منقة خيَّر نفسه بين شراء حبة منها وبين الاحتفاظ بالألف وأخيراً اشترى المنقة وجلس على الأرض ثم بدأ مشواره معها .. أكلها حتى تغيَّر لونها إلى الأبيض وباتت كالعظم وبعد أن أصبحت لا لون لها ولا طعم رماها بعيداً وقال: (هلا هلا ألف طار) متحسِّراً على جنيهه.
هذا المشهد الدرامي يجعلنا نقول: (هلا هلا شجرة وطارت) لأن القضية انتهت ببراءة المتهمين ولا اعتقد أن تعيد الجهات المسؤولة التحقيق في القضية للقبض على السارق الحقيقي وتقديمه للمحكمة.
صحيفة الأخبار