واحدٌ من أهم الأركان التي قامت عليها مدرسة “التيار” الصحفية، أنّ العمل الصحفي لا يقتصر على أوراق صفحات الصحيفة، بل أقوى ما فيه أن يَمتد إلى أوسع فضاءٍ من التفاعل المُباشر مع المُجتمع.
وفي هذا السِّيَاق، ابتدعت صحيفة “التيار” فكرة مُنتدى “كباية شاي”.. وهي فكرةٌ بَسيطةٌ وسَهلةٌ لكنها كبيرة الحصاد.. تستضيف أُسرة “التيار” شخصية مشهودة الخبرة والسيرة الذاتية الطويلة.. في حوارٍ مَفتوحٍ مع جمهورٍ مُستنيرٍ يزين حديقة “التيار” عصر كل خميس.
وتناوب على منبر المُنتدى شخصيات مُختلفة الألوان.. من الصحافة إلى الرياضة إلى الفن إلى أعماق دهاليز السياسة والاقتصاد.. والمُجتمع.. والمُحاماة.. والمسرح.. سلسلة طويلة فيها من كل بُستان زَهرة.
أمس الأول كان المُنتدى رقم “18” وضيفه المرموق البروفيسور قاسم بدري رئيس جامعة الأحفاد.. ورغم (الجو الماطر والإعصار) على قول الشاعر نزار قباني.. إذ في نهار الخميس سالت (مشاعر الخرطوم جداول).. وتعقّدت الحركة والمُرور في غالبية الشوارع، إلا أنّ حديقة “التيار” اكتظت برُوّاد المُنتدى من كل حدبٍ وصوبٍ.. وكانت ليلة تجاوزت المُقرّر له من الوقت بكثيرٍ (حوالي ساعة ونصف زيادة على الوقت المحدد).. سرد فيها البروف قاسم تاريخ أسرة بدري ومسيرتهم الطويلة مع تعليم البنات التي تكلّلت بواحدةٍ من أعظم الجامعات السودانية، “جامعة الأحفاد”.
وما يدل على نجاح مُنتدى “كباية شاي” أنّ عدداً مُقدّراً من رُوّاده اقترحوا علينا أن نجمع مادة المُنتدى في كتابٍ دوري، لأنّها تشتمل على توثيق نادرٍ قد لا يتوفّر في المراجع المكتوبة.. وفعلاً بدأنا في الترتيبات لإنجاز هذه الفكرة.. تحويل ما يدور في المُنتدى إلى كتابٍ يجد طريقه الى أرفف المكتبات العَامّة والخَاصّة.. وكُنّا بدأنا في تصويره بالفيديو حَتّى يَتَوفّر تَوثيقٌ حَيٌّ يُمكن الرجوع إليه.
الأستاذ محمد عثمان إبراهيم اقترح تطوير فكرة المُنتدى بنقله إلى الولايات، ونالت الفكرة مُوافقة هيئة التحرير التي تدرس الآن إقامة أول مُنتدى “كباية شاي” في إحدى مُدن السودان خارج العاصمة المثلثة.. ونحن على ثقة أنّها ستُحقِّق نفس الإقبال الكبير بإذن الله.
ولـ”التيار” مُنتدى دوري أسبوعي آخر، بعنوان (المَائدة المُستديرة) نهار كل ثلاثاء، لكنّه يَقتصر فقط على صحفيي “التيار” في حوارٍ مفتوحٍ حول قضايا مُحَدّدة مع شخصيةٍ مُختصةٍ، أول ضَيفٍ كَانَ السفير البريطاني الجديد السيد عرفان نظام الدين، وآخر ضيف الأسبوع الماضي كان البروفيسور حسن مكي.
كل هذه المُنتديات تُنشر في صحيفة “التيار” كاملةً، كما نسعد كثيراً، بأنّ كثيراً من الصحف الزميلة تنشر مُلَخّصَاً خبرياً لمُنتدى “كباية شاي”.
وَمَا زِلْنَا نَبحث عن أفكارٍ أُخرى.. في مشوارنا من أجل الوطن..
* التيار