الضعين: سودان برس
افتتح النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، مستشفى الشيخ محمد بن زايد بحاضرة شرق دارفور الضعين.
وانشئ المستشفى على نفقة سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد دولة الامارات العربية المتحدة، وإشراف النائب الأول لرئيس مجلس السيادة.
ويحوي المستشفى أقسام متخصصة وعناية مكثفة ومعدات حديثة ووحدة انتاج أوكسجين ضخمة تمد مستشفيات دارفور وكردفان بالأوكسجين.
وتكفل النائب الأول بنقل المعدات والإشراف على عمليات البناء حتى اكتماله على طراز فريد لخدمة انسان الولاية ضمن خطة الحكومة لدعم السلام في الإقليم.
وشارك في قص شريط الافتتاح حفل إلى جانب النائب الأول لرئيس مجلس السيادة عضو المجلس مالك عقار وعدد من الوزراء، والسفير الاماراتي بالخرطوم ممثلا لولي عهد دولة الامارات.
كلمة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي امام جماهير مدينة الضعين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
السادة/ أعضاء مجلس السيادة الانتقالي
السادة/ الوزراء
السادة/ ولاة الولايات
السيد/ سفير دولة الإمارات العربية المتحدة
ضيف البلاد السيد/ الدكتور كمال غريبي
السادة/ صناع السلام قادة حركات الكفاح المسلح
السادة/ شركاء الفترة الانتقالية
السادة/ قادة الأجهزة النظامية والعدلية
السادة/ قيادات الإدارة الأهلية
السادة/ في أجهزة الإعلام المختلفة
أهلنا مواطني ولاية شرق دارفور كافة بمحلياتها السبع وأهلنا في مدينة الضعين، الحديبة أم الديار . ومدن الولاية الأخرى في (يسن، أبوكارنكا ،أبو جابرة ، عسلاية، وبحر العرب والفردوس وعديلة وأبومطارق وكليكل أبوسلام وشارف) ..ومواطني دارفور عامة.. أحييكم بتحية الإسلام وتحية السلام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشارككم اليوم الاحتفال بافتتاح مستشفى “السلام” الشيخ محمد بن زايد، هذا الصرح الشامخ الذي قدمه سمو ولي عهد دولة الإمارات العربية المتحدة هدية لأهله في ولايات دارفور..
المواطنون الأعزاء
لا بد لنا ونحن في هذا المقام أن نشكر إخوتنا في إمارات الخير على وقفتهم مع أهلهم في دارفور ودعمهم لإنشاء هذا المستشفى الكبير الذي يسع عدد 208 سرير منها 48 سرير عناية مركّزة و160 سريراً للعنابر، ووحدة لإنتاج الأوكسجين ومحرقة للنفايات الطبية، وتم تزويد المستشفى بأحدث الأجهزة والمعدات كما تم تخصيص سكن لجميع الطواقم الطبية والإدارية ..
يمكن أن نقول إن هذا المستشفى وبهذه الإمكانيات التي توفرت له يجعله أفضل من مستشفيات العاصمة الخرطوم.. نأمل أن يوضع له برنامج إداري دقيق للمحافظة عليه لخدمة أهلنا في شرق دارفور والولايات المجاورة ليسهم في الحد من هجرة أهلنا بحثاً عن العلاج في مستشفيات العاصمة.
أهلنا الكرام
لا بد أن نشير إلى جهود قوات الدعم السريع التي تكفّلت بدفع جميع تكاليف الترحيل عبر القطارات والطائرات وبراً من ميناء بورتسودان إلى الضعين في ظروف بالغة التعقيد، إلى جانب الجهود الأخرى في تسهيل الإجراءات والتخليص الجمركي .
الحقيقةُ أن سمو الشيخ محمد بن زايد عندما تبرع بهذا المستشفى للسودان أثناء تفشي جائحة كورونا طلبت منه أن يتم تخصيصه لأهلنا في ولاية شرق دارفور وأن يكون مستشفى شاملاً لكل التخصصات وقد وافق مشكوراً، لأننا نعلم حجم معاناتهم في سبيل البحث عن العلاج.. الآن أصبح الحلم واقعاً معاشاً هنيئاً لنا ولكم .
الإخوة والأخوات
ومن هذا المقام ندعو إخوتنا في الجهاز التنفيذي إلى ضرورة تبني استراتيجية واضحة للنهوض بالقطاع الصحي وتأهيل المستشفيات والاهتمام بالكادر الطبي ( جيشنا الأبيض) تدريباً وتأهيلاً وتحسين أجورهم ليتمكنوا من مساعدة أهلهم.. وبهذه المناسبة نترحم على أرواح جميع الكوادر الطبية التي فقدناها بسبب جائحة كورونا.
نحن أيضاً ندعو إلى ضرورة توسيع مظلة التأمين الصحي وتطبيق مجانية العلاج لتخفيف المعاناة عن الشرائح الضعيفة وما أكثرها اليوم في بلادنا.
أهلنا الكرام
لا بد لنا أن نشكر مثل هذه الجهود من الدول الصديقة والشقيقة التي تهدف إلى بناء السلام وتثبيت دعائمه وصولاً إلى استقرار كامل لأهلنا في دارفور بعد معاناة طويلة بسبب الحرب شهدتم فصولها المأساوية.
نحن وأنتم وجميعنا معنيون بالضرورة بقضية السلام وتحقيقه عبر تنزيل الاتفاق الذي تم توقيعه في جوبا في أكتوبر الماضي وتحقيق مطلوباته في التنمية وإعمار المناطق المتأثرة وعودة النازحين واللاجئين إلى قراهم وأرضهم ليدخلوا من جديد في دائرة الإنتاج.
المواطنون الأعزاء
نحن ندرك تماماً حجم المعاناة التي يعانيها أهلنا في جميع ربوع السودان بسبب الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها بلادنا، لكننا وبذات القدر نعلم تماماً حجم الموارد الكبيرة التي تتمتع بها بلادنا والتي نأمل أن توظف بالشكل المطلوب لتخفيف هذه المعاناة وصولاً إلى الحياة الكريمة التي يستحقها المواطن السوداني الذي خرج في ثورة عظيمة لتغيير الواقع الذي كان يعيشه.
الأهل والعشيرة
لقد تابعتم خلال الأيام الماضية تشكيل الحكومة الجديدة بمشاركة واسعة من الموقّعين على اتفاق السلام، سنعمل جميعنا مع الإخوة الشركاء لأجل استثمار كل الفرص المتاحة وتقديم الخدمات الضرورية في الصحة والتعليم ومياه الشرب النظيفة والكهرباء وكافة الخدمات.
إن هذا السلام يحتاج إلى حراسة ودعم لتجاوز كافة التحديات وصولاً إلى السلام الشامل بانضمام غير الموقّعين عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو.
الجمع الكريم
نحن هنا من ولاية شرق دارفور ندعو أهلنا جميعاً إلى ضرورة التحلي بالحكمة والصبر ونبذ الصراعات القبلية والعمل على رتق النسيج الاجتماعي وقبول الآخر.. إن هذه الأرض تسعنا جميعاً علينا فقط تنقية قلوبنا من أمراض الكراهية والعنصرية والجهوية البغيضة، يجب علينا أن نوحد كلمتنا للخروج ببلادنا إلى بر الأمان.
نشكركم على هذا الحشد الكبير منذ وقت مبكر والحضور من جميع محليات الولاية، نشكر الشباب والنساء والطلاب، لا بد لي أيضاً أن أحيي كل الإخوة الذين رافقوني في هذه الزيارة وأخص منهم ضيفنا من خارج السودان كما لا يفوتني أيضاً أن أتوجه بالشكر لحكومة ولاية شرق دارفور وفي الختام أكرر شكري لدولة الإمارات حكومة وشعباً على دعم بلادنا المستمر في المحافل الإقليمية والدولية كافة.
والشكر من قبل ومن بعد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.