
بالمنطق || صلاح الدين عووضة || مستشار الرئيس !!
*من عبارات كتب السيرة (أشيروا علي)..
*فهي تتكرر كثيراً في سير الخلفاء الراشدين…وعامليهم بالأمصار والمدائن..
*وعمر بن الخطاب كان يستشير في كل صغيرة وكبيرة..
*وعند توليه الخلافة طلب استشارة بشأن راتبه من بيت مال المسلمين..
*ثم طلب استشارة (علي) تحديداً…وقد كان يركن لرأيه..
*فنطق علي – كرم الله وجهه – برقم دون الذي ذكره الآخرون وسط دهشتهم..
*ووسط دهشتهم أيضاً لم يختر عمر سوى رقم (علي) هذا..
*وقال قولته الشهيرة – وهو يبكي كعادته خوفاً من الله – (لولا علي لهلك عمر)..
*وهذه الثقافة الإسلامية السياسية يتبناها الغرب الآن..
*فما من رئيس أوروبي – أو أمريكي – إلا ولديه مستشار…أو أكثر..
*وما من خطوة يخطوها إلا ويستشير فيها..
*وما من خطاب يلقيه إلا وقد تم إعداده بواسطة مستشاره..
*فالرئيس لا يتفوه بجملة واحدة دون أن تكون خضعت لتمحيص…وتدقيق..
*والخطب المرتجلة – عفوياً – غير محبذة في هذه الدول..
*فقد تسبب حرجاً للبلاد هي في غنى عنه…وما أكثر ما أحرج بوش الابن بلده..
*والذين يعملون على تدارك آثار مثل هذه الأخطاء المستشارون..
*وفي منطقتنا العربية مستشارون رئاسيون أيضاً…مع الفارق..
*ليس الفارق في الإمكانات السياسية – والخطابية – وإنما الجرأة…مع الحرية..
*وأشهرهم – حتى الآن – المصري الراحل أسامة الباز..
*ورغم هذا الخوف – والوجل – من الدكتاتوريين يبقى منصب المستشار مهماً..
*على الأقل في صياغة الخطب السياسية…تجنباً لزلات اللسان..
*وإلى حدٍّ ما ؛ في شأن الزيارات الخارجية..
*فبعض الزيارات مفيد…وبعضها ضروري…وبعضها مضر…وبعضها لا معنى له..
*ومن الزيارات التي لا معنى لها تلك التي منافعها شخصية..
*أي التي لا يستفيد منها سوى الرئيس ومرافقيه ؛ من أهل…وحاشية… ومسؤولين..
*فهي تخصم من رصيده الشعبي…أو تزيد من لا شعبيته..
*سيما إن تمت في أوقات يعاني خلالها وطنه – ومواطنوه – ظروفاً عصيبة..
*والسؤال الآن: من هو مستشار رئيس بلادنا البشير؟!..
*فما أعلمه أن لديه سكرتيرين…ومدراء مكاتب ؛ يتم استبدالهم تباعاً..
*أحدهم عقب تدبيجه حواراً باسم الرئيس…كما قيل..
*وثانيهما فور تسببه في فضيحة قميص اللاعب الشهير ميسي..
*وثالثها لأسباب ما زالت مجهولة…حتى الآن..
*ولكنه فور أن غادر منصبه بالقصر الجمهوري ولج القصور الملكية…لآل سعود..
*وتكفي هذه الخطوة لإثارة ألف علامة استفهام…وتعجب..
*ومن لا يصلح سكرتيراً للرئيس – أو مديراً لمكاتبه – لا يصلح مستشاراً بالضرورة..
*إذن ؛ من مستشار الرئيس؟!!.