جاء إختياري لهذا العنوان ليس تقليلاً مني لشأن أحد بوصف كان أو لفظ ..وإنما جاء الاختيار من نمطية الأوصاف، والإنتقادات اللأذعة التي يطلقها أهلها على بعضهم البعض وهم كبارات الحزب الحاكم في السودان ،أطلقوها وصوبوها ضد أخرين ..
كانو رافضين ترشيح الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة (ثالثة) بسبب اعتمادهم لتوصية بإختيار الرئيس البشير مرشحاً في انتخابات ٢٠٢٠م، حسب التفاصيل في الخبر الذي أورده الموقع ذائع الصيت (باج نيوز )الاخباري بتاريخ ٢٣ من يوليو ٢٠١٨م.
التفاصيل التي طالعتها و وردت فيه تقول :
“كانت قيادات بارزة في المؤتمر الوطني أبرزهم د. أمين حسن عمر، وقصي محجوب، أمين أمانة الثقافة، وجهت انتقادات حادة للقطاع السياسي، واعتبرت اعتماده التوصية خطأ مؤسسي لجهة أن القطاع ليست من اختصاصه الإجراء حسب اللوائح”.
وهاجم عباس في تصريحات لصحيفة (الأخبار) قيادات حزبه المعترضة خطوة القطاع السياسي ووصفهم بالأصوات النشاز التي تقف ضد ترشيح الرئيس البشير وتتذرع بلائحيةودستورية التفصيل ومتزكية باسم الدفاع عن اللوائح والدستور.. حسب قوله.
يبدو أن مشهد تلك الخطوات التي اتخذتها تلكم القيادات البارزة كانت وجهات نظر منطقية أو غير منطقية، مقبولة أو غير مقبولة على ما أعتقد لم تكن مقنعة للبقية من جهة المؤسسية ورسميتها فقط في أن لا يترشح البشير في دورة انتخابات ٢٠٢٠م .
وصوت الغالبية العظمى منهم قد حسموا أمر التحديث والفصل فيه مبكرا بالتشاور قاطعين بلا بديل للبشير إلا البشير ..
وبرزت الي السطح بواكير من الرفض والإستياء وسط أخرين داخل الحزب بشيء من التوجس وقليل من الحذر حتى لا يحدث.
شرخ وانقسام مريع في بنية الحزب، وتأتي صيرورة الانقسامات عاتية لتخلق أغصان من التكتل داخل البيت الواحد، وبذلك قد تتحقق بعض الاهداف هنا وهناك لصناعها ،وإن لم تجد تلكم الأصوات المناوئة في همسها وجهرها، آذان صاغية كي تجدي لمرادها نفعا أو ضرا في ايجادهم خليفة للرئيس البشير مما يوحي ذلك بلا شك وجود شيء يفسر نشوب خلافات
كانت حادة او طفيفة لا تبشر بخير، وقد تُفقد الكثيرين مهامهم في داخل تلك المركبة، وليست كل العواصف تأتي بهواء عابر فقط بل هنالك خراصنة وحيتان سمينة، قد لا تستفيد إلا من التردد في اتخاذ قرار يقرب إليها مسافة الوصول بكل الطرق.
وإن كان تسلط البعض داخليا بسياسة الاصرار والتكتم، وحبس الانفاس، وعدم إتاحة الفرصة للأخرين للمشاركة في القيادة، ممن كانوا الاوائل باشتراكية التشاور لطي صحائف الحواجز والخلافات المنقوشة على اختمة العبور للمرحلة القادمة .
كفها سياسة بطة عرجاء لا تخدم إلا نحو داخل موحد لتقنع من هم هناك، وليس الا .. وللخروج بحجة الدستور ليس بمرهون لأحد لايجاد ثغرات تخلق النزاع والصراع، وان كانت الحلول تمر بمراحل قد حسم أمرها وصفق الجميع.
إذن كيف اقتنعت تلك الأصوات المناوئة بسرعة خافتة هاضمة لخطوتها نحو الوراء وإن رتبوا للداخل وانتهى كل شيء يشوب ..ماذا عن الخارج ..؟
بل هي ضعيفة لذلك الحد، لو كانت على حق منطقها المشروع لنالت مرادها مع احتمالية خلاف ما دب وخذل بعضهم بعض في الإلتفاف حول ترشيح الرئيس .. فماذا حدث وماذا لو وقع عكس ذلك تماما..
وكان رفض الرئيس.. هل ستتغير كل الموازين ويتبدل هذا الحال في الواقع المعاش بتوابع الخلافة، مع أن الامر بعيد التخيل.. جلي للجميع والكل مرجحين ترشيح البشير بنفس الخطوات خلاف لائحية الحزب أو الدستور .
قلنا حسم الأمر واستوت تلك المركبة دون أي خدش.. ثم ماذا بعد التربع ، حسمت الخلافات وأمر الخلافة انتهى مع من أسموهم بالنشاز توافقوا جميعا ترشيح الرئيس البشير نعم..المرحلة ..وتوافد الناس جميعهم في صفوف الرغيف.. إنه الواقع .
أطلقت الوعود كسابقاتها وبشرياتها المشرقة هي.. هي ..فهل من بودر أمل منطقية يُبنى عليها مستقبل ممحوق منتظر بالجوع.. وهذه هي الحكومة نفسها ورجالاتها هم.. وعربو إقتصادها الذين فشلوا في وضع حد لصنوف هذه الأزمات حتى عادت صفوف الرغيف من جديد تترسن المشهد بقوة .
دفاتر الحصص.. وإغلاق بعض الأفران .. والسوق الموازي ..والسوق الاسود.. الذي ساد في كل شيء ..هل سيكون الحل في ترشيح الرئيس البشير وخلافه .. الخلاص.. كيف اذن.؟
إذا ما خطت الإستفاده من الأخطاء..ما الذي سيحدث بعد وهل من جديد ..وهذه هي الأزمات يا أمة تترى وهذا هو التعليم الذي إنهار ، والاقتصاد منهار بلا شك يعشقان التهاوي والاندثار، وهذه الصفوف في كل شيء تطول..وتطول .. الي متى..؟
و.. الوضع الحالي لايبشر الناس بخير ..فالأزمات التي تصنع نفسها أخذت الحظوظ من أخطاء الكثيرين ونالت من المواطن نيلا وحال عليها حولان الحول .
أزمات لم يشهد لها تاريخ السودان من قبل مثيل رغم الصبر حتى وصل بنا الأمر في كيف نأكل وكيف نشرب فقط .. والله أزمات العلاج فيها للمواطن ما يعرف بعلاج الفيلة توضع ، الكية فوق الكية وتحسب إنجازات، حتى يأتي الرئيس المصري ويقول: ( لابد من صبر.. وخذو من تجربتنا في الازمات الاقتصادية وصبر الشعب المصري ).
بالله .. انتو يوم وقفتوا في صفوف زي دي ؟ والله مستحيل تصبرو كده .!
صفوف الرغيف امام الأفران طويلة صورة يندي لها الجبين من شدة البأس الذي أصابنا جميعا ..أهذا قحط يا عزيز مصر… ؟!
الكل يتساءل كيف وصلت البلاد لهذه الدرجة السفلى من سوء الحال.. و ما الحلول الآن دعونا من تجارب الاخرين، التجربة الماليزيه انموذجا.. والمصرية .. ووالله متى ما نتعلم من نهج اخطائنا سنخرج من أزامتنا الاقتصادية الراكدة بحلول .. لكن كيف..؟ بالله دعوا تلك الخلافات … بإلتفاتة نحو المواطن.
المعاناة تزداد كل يوم، معناة تلو الاخرى تعصف بالمواطن من هنا وهناك اينما هبت رياحها.. وهو ينتظر الفرج والحل .. لعل غد اجمل..وأنضر .. نعم.. إن ناظره لقريب ..وغد أيضا ستكون صفوف الوجع نفسها .. وأكثر إذا.. ما لم تفي الحكومة بوعودها الحالية ، وتسرع في تنفيذها ومعالجة الخطأ بالصحيح والاستفاده من الأخطاء دكها وشكها ، ثم شطرنتها بحلول واقعية تنعكس تجاه الواقع المعاش، هذا … إلا سوف يكون الحال هكذا بل و أصعب بكثير .. وكثر .. والله المستعان .
سودان برس