> مشهدان اثنان عن الاقتصاد
> مشهد فوكيه.. وزير مالية فرنسا قبل قرن
> ومشهد علي دينار
> والمشهد هنا وهنا كلاهما عن الإصلاح وعن ( من يعرفون كيف يصلحون ومن يحسنون التدمير في إخلاص..) وخارجيتنا منهم
> وفرنسا في قرن لويس كانت أسوأ حالاً من السودان..
> ولويس يخرج (كولبيرا) من السجن ويطلق يده للإصلاح
> وكولبيرا يبدأ يضرب ما يسمونه الآن .. فساد
> كان يجعل صاحب البضاعة الفاسدة يقف في الطرق أمام بضاعته وينادي على سوء منتجاته وأنها فاسدة
> في الثانية يشد إلى عمود ليجلده الناس
> وكولبيرا (أعظم وزير مالية يصلح كل شيء) ثم يفسد كل شيء لأنه يفعل بدقة ما تفعله الخارجية أمس في مؤتمرها الاقتصادي
> كان يعادي الإعلام
> وما حدث هو أن الرجل (الذي أصلح الاقتصاد بقوة) مات ودفن سراً حتى لا يرجم الناس جنازته
> .. ومدهش أن الجزء الثاني من المشهد كان يكمل الجزء الأول فالوزير الثاني (فوكيه) كان لصاً .. وأصبح مليارديراً.. حتى سجنه الملك لأنه أجاع الناس ليصبح هو و (شلة معه) من الأثرياء
> والرجل لما سجنه الملك أوشك الناس أن يثوروا لأن الوزير كان حلو اللسان.. وكان يعرف كيف يدغدغ الإعلام..
> والإعلام يدغدغ المجتمع
> مشهد وسياسة تعرف أن الاقتصاد نصفه هو أن تعرف كيف تحدث الجمهور.
(2)
> وعلي دينار حين يواجه الناس الجوع والجريمة يصنع شيئاً مدهشاً
> علي دينار كان يركب دابته والحاشية معه ويدخل قرية بعد قرية
> وهناك يجعل الفتيات/ غير المتزوجات/ صفاً.. ويجعل الشباب صفاً
> ومن زوجته واحدة صفاً خلفهم
> ثم يبدأ بالبنات.. يطوف عليهن ومن خلفه الحرس والمأذون
> وعلي دينار يسأل كل فتاة
: بتدوري ياتو في الاولاد
> والفتاة تحدد
> والشاب إن هو رضي جلس المأذون وكتب العقد
> وإن هو رفض جعله السلطان يقدم ثوباً وحذاءً للفتاة التي رفضها
> وما يحدث هو أنه
: لا جريمة..
> ولا زنا
> ومجتمع آمن سالم
> وشباب (بعد الزواج) يستحيل عليه ألا يعمل
> وبالتالي.. لا عطالة
> والأسبوع هذا الصحف تحمل إحصائية تقول
> مليونان ونصف المليون عاطل
> وعاطل تعني.. لا زواج
> ولا زواج تعني الفواحش كلها وأولها ا لزنا والجريمة و..و..
> و.. وشرطة الخرطوم تخفي كتابها السنوي عن الجريمة.. بأسلوب الخارجية أيضاً
(3)
> وأين يبدأ عنق الحية سؤال يشبه أن تسأل
: أين هي بداية الطريق لإصلاح المجتمع؟
> وفعلوها في كوريا
> وكوريا استقلت بعد السودان بعامين
> والآن كوريا تهدد أمريكا لأن كوريا ما بدأت به كان هو
: قانون يجعل الشبهة.. مجرد الشبهة.. كافية للعقوبة الوحيدة
> الإعدام
> بعدها جاء الأمان
> والأمان فتح البنوك لإيداع أي مبلغ مهما كان صغيراً
> والصغير مع الصغير في المصارف أصبح كبيراً ( رأسمال)
> وفي الهند قبل عشرة أعوام صاحب فكرة بنك الفقراء كان يطبق هذا.. وبالملاليم يصنع الجنيهات وبالجنيهات يصنع المصانع الصغيرة..نسيج وصابون
> وتوزيع آمن مضمون
> والشحاذون أصبحوا (يعرفون الضرائب).
(4)
> نصرخ منذ زمان أن كل شيء في الوجود له صلة بكل شيء
> وبرناردشو يسخر من عقلية الكرافتات..فهو.. برناردشو يجعل بطل المسرحية يلجأ.. مطارداً.. إلى بيت فتاة
> وفي الحوار يقول لها
.. أنا مطارد لأنني كسبت الحرب بغير ما تقوله كتب العسكرية.. لهذا أنا مطارد للقتل.. بينما زميلي الجنرال خسر الحرب لأنه يطبق كتب العسكرية.. وهو الآن ميت وقد حصل على ترقية رفيعة وضعت فوق جنازته
> السادة في الخارجية.. في المالية في مجلس الوزراء.. في الداخلية.. السادة ناس الكرافتات
> من فضلكم ومن فضل كرافتاتكم.. لا نريد ميداليات فوق جنازة الوطن
> و(الأسرار) التي تقال في اجتماعاتكم بعيداً عن الإعلام نبشركم بها صباح الأحد .