بروفسير: هشام عباس
رحم الله الفنان خوجلي عثمان ذلكم الصوت الأنيق الذي رحل عن دنيانا بعد أن خلف من الكلم روائعه ومن الألحان أشجاها ومن الطرب أصيله .. ويقترن عندي هذا الصوت بأغنية ( ما بنختلف ) التي يصدح فيها خوجلي حتى يقول ( درسني بس قانون هواك .. بحفظ حروفو حرف حرف).
ويهدي في ختام أغنيته (حق الولف ) للذي كلما ازداد منه قرباً أبتعد عنه ، وحق (الولف) بلغة أهلنا هو (لبن) الماعز التي أنجبت حديثاً .. فيرضع مولودها (حق الولف) … والولف معنى يقترن بتحليل كثير من سلوك الإنسان السوداني ..
فمثلاً نجد شخصاً يصر أن يجلس بمقعد معين في إستاد الكرة وإذا جلس فيه أحد الرواد (الذي غالباً ما يكون جديداً) فإن صاحبنا ربما (يحرد) المشاهدة وينصرف إلى منزله ، كما أن بعضهم يخصص له مكان واحد في المسجد ويشتري من بقالة واحدة وحتى داخل البقالة هنالك بائع بعينه إذا لم يكن موجوداً فإنّ صاحبنا سيؤجل ما يريد إلى أجل غير مسمى.
وعلى ذلك تسري الكثير من الأمور فما عادت كلمة الفنان المفضل هي السارية وحدها .. فهنالك الحلاق المفضل والجزار المفضل والسائق المفضل والترزي المفضل، كما أن هنالك المعلم المفضل والجار المفضل، لقد قدمت هذه المهن الكثير من الأفذاذ لكن يبقى (المفضل) إحساس مكوّن من نسيج (الولف) .
جالت بخاطري هذه المعاني وقد أعتدت صباح كل جمعة أن أكون هناك بسوق عطبرة نرتشف القهوة مع الأخ التوم، ونمارس الولف في اللقاء بالإخوة والأصدقاء، لكل هؤلاء أقول لهم جمعة مباركة.
سودان برس