تقرير: سودان برس
تفاقمت معاناة الأهالى بقرى “جبل كردوس” محلية السوكى ولاية سنار فى الحصول على مياه الشرب، وتسرب اليأس الى الأهالى من خلال المجهودات الكبيرة التى بذلوها فى حل مشكلة المياه، فمصدر مياه الشرب الحفائر والأمطار فى الوقت الذى تعلن فيه الدولة ان العام 2020 م هو نهاية برنامج “زيرو عطش” يظل وجود ماء نقيا فى “جبل كردوس” واحدآ من سابع المستحيلات ويشرب المواطن من المياه كدرا وطينا .
وتكمن مشكلة مياه “جبل كردوس” ان المنطقة صخرية جبلية وتعذر حفر الآبار والحصول على مياه جوفية الا أن مايطمئن الاهالى ان دراسات سابقة اثبتت وجود المياه على بعد 2كيلومتر من الجبل ليقابل ذلك مجهودات ضعيفة من حكومات ولاية سنار السابقة، كانت اسعافية اكثر من انها جذرية ليظل الانسان يلهث فى البحث عن الماء ليبلغ سعر البرميل الذى يجلب من مناطق مجاورة اكثر من ( 40 ) جنيها .
و قرية “جبل كردوس” للذين لا يعرفونها تتبع لوحدة اللكندى الادارية محلية السوكى وتبعد حوالى (17) كيلومترا من مجرى النيل ويقطنها ما بين 7 الآف الى 10 آلاف نسمة وان المنطقة محضن للوافدين من مختلف انحاء السودان لما تتمتع من أراض زراعية واسعة وخصبة فيعتمد سكانها على الزراعة المطرية وعلى الرعى إلا أن الماء الذى هو عصب الحياة يشكل مهددا كبيرا لمواطنها .
ويقول حسين آدم موسى رئيس لجنة الخدمات لقرية جبل كردوس لمراسل (سودان برس) بسنار ان معاناة المواطن تبدا من مارس بتغير المياه والتى مصدرها الحفائر و”الكرجاكات” – مضخات مياه يدوية- الى العكورة والملوحة واللزوجة ويتضرر منها المواطن بصورة كبيرة ويتم نقل المياه من البحر ليبلغ سعر البرميل أكثر من (40) جنيها، مضيفا ان فريقآ من منظمة اليونسيف لمسح البهارسيا زار المنطقة واثبت تلوث المياه .
وحول المجهودات السابقة يقول موسى قبل (15) عاما اى فى العام 2003 م حظيت المنطقة بزيارة لفريق اليونسيف وأثبت وجود المياه فى (3) مناطق أسفل الجبل على بعد أثنبن الى ثلاثة كيلومترات وأن مستثمرا من سوريا حفر بئرا فخرج الماء نميرا، إلا ان البئر قبرت بسبب الهدام، وأضاف ان الحل الجذرى للمشكلة هو توصيل الأنبوب واحياء المشروع عبر المحطات المدمجة : “ام درمان فلاتة ، جبل كردوس واللكندى” بتكلفة للمشروع تصل الى ( 50 ) او ( 60 ) مليار جنيه .
ومن ابناء المنطقة تحدث ل(سودان برس) نزار الطاهر أحمدالدباب مدير مركز شباب جبل كردوس وقال ان مشكلة العطش تفاقمت فى الآونة الاخيرة وان الانسان يتضرر من مياه الأمطار باعتبارها مياها ملوثة عندما تظل لفترات في الأرض، وأضاف انه كانت هنالك مجهودات لوالى سنار السابق المهندس احمد عباس بدراسة مشكلة المحطات المدمجة وتم حفر (3 ) أبار إلا انها قبرت بسبب الهدام وان معاناة المواطن تجددت بصورة كبيرة العام الماضى وهذا العام حيث جفت الحفاير ونضبت المياه وتم شراء تانكر بتعاون المواطنين ووزارة التخطيط العمرانى بالولاية والتى تكفلت بدفع القسط الثانى للتانكر وتم جلب المياه من منطقة ام درمان فلاتة، داعيا المنظمات الخيرية الى تكامل جهدها لحل مشكلة مياه جبل كردوس، واكد ان المنطقة غنية بمنتجاتها الزراعية والحيوانية ودعامة كبيرة لاقتصاد البلاد إلا ان العطش يشكل عقبة كبيرة للإنتاج .
سنجة: يوسف عركي