• لاعبو الطرف بحاجة دائمة الي صداقة من نوع خاص مع الخطوط التي ترسم نهايات الملعب، ويصبح إستشعارهم من ثّم لطبيعة الوجود والحركة في هذه المنطقة الضيقة، جزء لا يتجزأ من مهامهم المركبة في حالة التقدم أو التقهقر .
• إذ أن عنصري المسافة والزمن، يتقلصان الي أضيق حد ونطاق، كلما باتت خطوط النهايات أقرب للانزلاق الي خارج المجال .
• وتضيق تبعاً لذلك كله فسحة التفكير والتدبير والتصرف، عند لاعبي هذه المنطقة، الذين يلجاؤن في غالب الأحيان الي أسلوب واحد، هو أسلوب تشتيت الكرة، والقذف بها الي خارج الملعب وفق مبدأ السلامة أولاً بأول .
• لكن قد يضطر اللاعبون هنا الي ممارسة نوع من الالعاب الأنزلاقية الخطرة لعرقلة الهجمات الخطرة التي يقودها لاعبون يتفوقون بعنصر الخفة و الحركة السريعة .
• المهم فأن الأوضاع علي ملعب السياسة قد لا تختلف كثيراً عن أوضاع كهذه يفرضها واقع تغير إتجاه اللعب، من حين الي آخر .
• فالكرة في ملعب السياسة لا تعرف التوقف أبداً، إذ أن ديناميكية الأحداث المتلاحقة، و تفاعلاتها المستمرة، وأختلاط أوراقها بين الداخل والخارج تؤسس لحالة تشبه لعب الأطراف الذي يجري دائماً علي الحواف .
• إن المشهد الآن لا يعبر بهدوئة الراهن عن واقع ما يمكن تصوره من خلال تطورات تجري خارج النسق والإطار، لا يعتد بها ، بل ربما لا يؤبه لها في هذا الوقت، لكن هذا لا ينفي وجودها بأي حال من الأحوال .
• إن الأحداث الصغيرة لا ينبغي أن ننظر الي أنها صغيرة فقط، فمعظم النار يتولد بطبيعة الحال من مستصغر الشرر، الذي لم نعن به أو بإخماده كما ينبغي، وفي حينه بالضرورة.
سودان برس