*الأبطال في الأفلام لا يموتون..
*ولا يختفون أيضاً…إلى أن تختفي شمس الفيلم وراء أفق (النهاية)..
*وكذلك مسؤولو زماننا هذا…لا يختفون إلا مؤقتاً..
*وفي فيلم عربي (أهبل) البطل تُلقي به عصابة إلى البحر مقيداً..
*ولكنه يسخر من سخرية (ألقاه مكتوفاً إلى اليم وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء)..
*ويُثبت أن هذا يمكن أن يحدث…ولا مستحيل تحت الماء..
*ونحن الذين أشد هبلاً من الفيلم – بمشاهدتنا له – كنا نعلم أنه سيفعل ؛ حتماً..
*وما كنا بحاجة لصياح معجب ساذج (ما تخافوا…بجيكم نابل)..
*ومعجب ساذج ببعض أبطال فيلمنا السياسي الطويل الآن يعاتبنا على التشاؤم..
*يقول لنا: مهما يفعل هؤلاء (الأبطال) من أجلكم لا تتفاءلون..
*وبعد أن شبعت ضحكاً من عبارة (من أجلكم) هذه أجبته: بل فعلنا يا أخي..
*صحيح هي لحظات تفاؤل (بالعدد) ولكنها حدثت على أية حال..
*ومن اللحظات القليلة هذه حين بُشرنا بوقف أسفار المسؤولين الخارجية… بلا سبب..
*بيد إنها لم تتوقف أبداً ؛ سواء بسبب…أو من غير سبب..
*ويكفي أن وزيراً سافر – بعيداً – لاكتساب خبرة قضاء الحاجة…(من أجلنا)..
*وهذه تندرج تحت مسمى هو أدنى من (بلا سبب)…قطعاً..
*وندمنا على توثيق تفاؤلنا هذا كتابةً…إذ جعلنا نبدو في سذاجة صاحب (ما تخافوا)..
*واستبشرنا – قبل ذلك – بالحوار الوطني ؛ وكتبنا عنه..
*فإذا بجبله يتمخض عن فئران كيانية صغيرة تتهافت على فتافيت كيكة الحكم..
*ثم تكون حكومته هي الأسوأ من بين حكومات الإنقاذ كافة..
*وخجلنا من شهادتنا على أنفسنا بالسذاجة ؛ فقد (نبل) الفشل من وسط موج تفاؤلنا..
*ولا نتعظ أبداً ؛ فها نحن نتفاءل أيضاً بقرار تقليص الحكومة..
*وهو مطلب ظللنا نلح عليه سنين عددا…وقلنا إن هذا الترهل لا مثيل له في العالم..
*وضربنا الأمثال تلو الأمثال بأعداد وزراء الدول (الغنية)..
*وحين صدر قرار التقليص سمونا فوق جراحات تشاؤمنا الطويل… وتفاءلنا..
*قلنا من ثلاثين وزيراً إلى عشرين خير…والعافية درجات..
*فإذا بالذين قُلصوا هؤلاء (يجونا نابلين) بتمام عافيتهم…وسلامتهم… وامتيازاتهم..
*جاءونا وزراء كاملي الدسم…فقط بمسميات جديدة..
*فالتشاؤم علينا هو المكتوب…وما عاد السودانيون يستبشرون خيراً بأي شيء..
*وكلما كثر الكلام – وزادت الوعود – ازداد الناس تخوفاً..
*وفي نقاش – قبل أيام – تساءل البعض عن (مصير) عبد الرحيم محمد حسين..
*فرويت لهم قصة غرق بطل ذلكم الفيلم…وصيحة الساذج..
*وصحت (ما تخافوا….بجيكم نابل)..
*و………..(نبل) !!!.
الصيحة