* شكراً الصادق المهدي..
* فأنت كنت ـ إبان حكمك ـ عفيف اليد…والنفس…واللسان..
* وكنت رافضاً لأجرك الشهري…وسيارتك الحكومية…ونثريات أسفارك..
* وكنت رحيماً بالمتظاهرين…وما كنت (قاسياً)..
* وشكراً من قبل ذلك لجعفر نميري ..
* فرغم مآخذنا على نظامك ـ بحسبانه انقلاباً ـ إلا أنك كنت (رجلاً)..
* وأبت رجولتك هذه أن ينتهك أحد وزرائك حرماتٍ ما…بأقاصي البلاد..
* فيُستدعى بمروحية على عجل…ويُصفع بعد منتصف الليل..
* وكنت تعف عن المال العام…وأنت لا تملك سوى قليل إرث بود نوباوي..
* وكنت تأبى أن تفرض حرمك (سيدةً أولى) على نساء السودان..
* وشكراً من قبل ذلك للهندي…والمحجوب…والأزهري…ونقد الله (الكبير)..
* فليس منكم من لاقى ربه ويداه ملطختان بدم حرام…أو مال حرام..
* ويكفي أن (مايو) حين أرادت محاسبتكم لم تجد سوى قضية (السفنجات)..
* وقد ظن الناس حينها ـ من فرط التضخيم الإعلامي ـ أن المقصود لواري (السفنجة)..
* فإذا بها السفنجات…السحاسيح…البراطيش..
* وأخذ النظام (الثوري) برطوشاً على وجهه حتى هدأت (ثائرته) تجاه الأحزاب..
* وشكراً من قبل ذلك لإبراهيم عبود..
* فأنت كنت زاهداً بلا شعارات…ولا مزايدات…ولا ادعاءات..
* وجاءك البعض طالباً تكفُّل الدولة بعلاج القيادي محمد نور الدين..
* فقلت قولتك الشهيرة (أما مال الدولة فلا…وأما مالي الخاص فنعم)..
* ثم دفعت من حُرِّ مالك خمسين جنيهاً..
* وكنت تُرجع ما تبقى من نثريات أسفارك الخارجية إلى خزانة الدولة..
* ثم حين ثار الناس ضدك قلت (لا يمكن أن أحكم شعباً غصباً عنه)..
* وشكراً من قبل ذلك لرموز حكومة الاستقلال..
* فإن لم تفعلوا سوى إجباركم عبدالناصر الانسحاب من حلايب لكفاكم ذلك فخراً..
* ثم لنضف إلى هذا رفضكم بيع حلفا…وإغراقها…وتهجير أهلها..
* وشكراً من قبل ذلك للإنجليز…نعم ؛ الإنجليز..
* فأنتم لم تذلِّوا السودانيين بعُشر مقدار ما أذلَّهم نفر من (بني جنسهم) لاحقاً..
* ووضعتم لنا لبنات الدولة الحديثة…بعد أن كنا بلداً (عشوائياً)..
* بل وشكراً حتى للأتراك من قبل ذلك..
* فمكوسكم…وضرائبكم…وجباياتكم…كانت رحيمةً مقارنةً باليوم..
* ثم نمضي بعيداً إلى الوراء ونشكر بعنخي…وطهارقا…وشبتاكا أنفسهم..
* فلولاهم لما ذُكِر السودان كمهد أحد أكبر حضارات العالم..
* فهم لم ينجحوا في ما عجز عنه حكامٌ من بعدهم حفاظاً على حدود البلاد وحسب..
* وإنما ضموا إلى حدودنا هذه حدوداً أخرى حتى تخوم الشام..
* وأخيراً….ذكِّرونا إن نسينا..
* فضل (مين) ؟!!.
الصيحة