نظمت السفارة الصينية بالخرطوم بالتعاون مع رابطة الصداقة الصينية العربية، ندوة حول قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الافريقي، حضرها عدد من السياسيين والاقتصاديين والسفراء والمهتمين بالاضافة الى مجموعة كبيرة من الصحفيين ومراسلي الفضائيات والوكالات الخارجية.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد وصف السودان بالدولة المؤثرة في أفريقيا والعالم العربي، وأعلن دعم بلاده بقوة لجهود السودان لحماية سيادة أمنه واستقراره، وأكد معارضة أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للسودان”.
وأعرب الرئيس الصيني في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الافريقي، التي عقدت في الثالث والرابع من سبتمبر الجاري، عن عميق تقديره لعلاقة السودان ببلاده والصداقة التي تربط بين الرئيس عمر البشير بالصين.
وأشار الرئيس الصيني شي في القمة إلى أن التعاون العملي بين الصين والسودان قد لعب دورا مهما في تعزيز التنمية الاقتصادية في كلا البلدين.
وأكد دكتور عوض احمد الجاز نأئب رئيس دول البركس، إن العلاقة بين السودان والصين متينة، مبينآ إن ماتم في قمة بكين يعتبرآ دعمآ لهذه العلاقة وفرصة لتطويرها وتنميتها بما يخدم البلدين.
وقال في الندوة التي اقامتها سفارة الصين بالخرطوم، أن خطاب الرئيس الصيني في القمة حوى موجهات ومرتكزات لخدمة العلاقات مع الدول الأفريقية بعيدآ عن الهيمنة والاستكبار الذي تتبناه بعض الدول، مضيفآ أن الحديث عن الاستعمار الصيني لايفيد شيئآ وهو حديث جاء في الوقت الخطأ.
وأبان إن الصين تمد الإيدي للمشاركة في المصلحة المشتركة والمنافع لقسمة الأموال الناتجة عن تلك الشراكة.
وفي جانب مصالح السودان قال الجاز، ان الصين فتحت الأفاق لاستفادة السودان من موارده، مضيفآ أن المنافسة حول الاستفادة من الصين كبيرة وعلى السودان المبادرة لاغتنام الفرصة.
وقال الاستاذ محمد عبدالرحمن محمد رئيس رابطة الصداقة الصينية العربية، ان الصين ستظل صديقآ حميمآ وشريكآ طيبآ واخآ عزيزآ لافريقيا ولايستطيع أي فرد تخريب التضامن بين الشعوب بالصين وافريقيا.
وأشار الى إن الرئيس شي أكد أن أفريقيا هي امتداد طبيعي تاريخي لبناء “الحزام والطريق”، وهي طرف هام للمشاركة فيه، قائلا إن الصين تدعم الدول الأفريقية في المشاركة في بناء “الحزام والطريق”.
وأكد محمد استعداد الرابطة لتعزيز الالتحام مع أفريقيا من جميع النواحي راعية للمصالح المشتركة، وقدم سردآ تاريخيآ للعلاقة الصينية مع الدول العربية الافريقية خلال الحقب السابقة.
من جانبه أكد السفير الصيني بالخرطوم لي ليانخة، التزام الصين بالانفتاح والشمول في التعاون ورؤية الصين القائمة على أن تحقيق الأمن والأمان الدائمين والتنمية والنهضة في إفريقيا.
وقدم سفير الصين بالسودان اليوم (الثلاثاء) خلال الندوة حول مخرجات قمة منتدى التعاون الصينى الافريقى التى عقدت ببكين يومى 3 و4 سبتمبر الجارى، مخرجات القمة التي حضرها الرؤساء من الدول الأفريقية بمشاركة الرئيس السوداني عمر البشير.
وثمن السفير الصيني مشاركة السودان في القمة بقيادة الرئيس البشير مؤكدآ أن المشاركة كان لها الأثر الفاعل لمكانة البشير والسودان بين الإمم.
وركز ليانخه خلال لندوة على خطاب الرئيس الصينى شى جين بينغ فى الجلسة الافتتاحية للقمة، وتأكيده على ان الصين ستظل صديقا حميما وشريكا طيبا وأخا عزيزا لإفريقيا إلى الأبد، في إطار التضامن بين شعوب الجانبين الصيني والإفريقي.
وأشار الى التطمينات التى حملها خطاب الرئيس شى جين للجانب الافريقى بان الصين ملتزمة بمراعاة العدالة والمنفعة في التعاون، والايمان الراسخ بأن الطريق الحتمي للتعاون الصيني الإفريقي يكمن في توظيف مزايا كلا الجانبين وربط التنمية في الصين بشكل وثيق بدعم التنمية في افريقيا، وتحقيق التعاون والكسب المشترك والتنمية المشتركة.
وطرح السفير الصينى بالخرطوم الموجهات الستة التى وردت فى خطاب الرئيس شى لاقامة مجتمع مصير مشترك بين الصين وافريقيا يقوم على المسؤولية المشتركة، التعاون والكسب المشترك ، الرفاهية المشتركة، الازدهار الثقافي المشترك، الأمن المشترك والتعايش المتناغم.
وقدم السفير الصيني الحملات الثمانية التى طرحها الرئيس شى جين بهدف إقامة مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين وإفريقيا في العصر الجديد.
وشملت الحملات الثمانية حسب السفير الصيني تنفيذ حملات “التنمية الصناعية، ترابط المنشآت، حملة تسهيل التجارة، التنمية الخضراء، بناء القدرات، حملة الصحة، التواصل الشعبي وتنفيذ حملة السلم والأمن”.
وقال السفير إن رئيس بلاده شي جين ينيغ قد تعهد في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الافريقي ب”اللاءات الخمسة” والتي حددها في ( لا للتدخل في شئون الدول الافريقية.. ولافرض ارادة على الدول .. ولا ربط اي شرط لمساعدات الى افريقيا .. ولا كسب مصلحة من خلال التمويل والإستثمار لافريقيا).
وفي السياق أكد الأمين العام لمجلس الأحزاب السياسية الإفريقية د.نافع علي نافع حرص المجلس واسرته المختلفة على تطوير العلاقات الافريقية الصينية، مثمنا جهود الحزب الشيوعي الصيني في تنظيم دورات تدريبية بكوادر وقيادات الأحزاب السياسية الإفريقية الأمر الذي أتاح لهم الوقوف على التجربة الصينية والعمل على مؤامتها للواقع الإفريقي حتى تنطلق القارة نحو غد واعد.
وأشار لعمق العلاقات الصينية الإفريقية التي وصفها بالمتينة والممتدة جذورها إلى القرن الخامس عشر الذي شهد حركة تجارية نشطة بين أفريقيا والصين واعقبتها حقبة النضال وحركات التحرر الوطني الإفريقية وقال: إن الكل يشهد ما قدمته الصين من دعم معنوي ومادي لتلك الحركات.
وأكد نافع أن التضامن الإفريقي الصيني يعبر عن علاقة احترام متبادل ويقوم على منفعة مشتركة تختلف عن العلاقات الافريقية مع القوى الغربية التي اتسمت باستنزاف موارد القارة من أجل بناء نهضتها الاقتصادية.
وأضاف خلال كلمته في ندوة مخرجات قمة بجبن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي والعلاقات السودانية الصينية نشهد الآن مشروع رائد يعني العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية “لمشروع الحزام والطريق” “ويسهم بصورة فاعلة في جهود أفريقيا من أجل تحقيق اكمال التحرر الاقتصادي والنهضة الإفريقية في كافة مجالات الحياة الاقتصادية والتقنية والثقافية ما يضع لبنات من أجل الأجيال القادمة .
وقال السفير عمر عيسى ممثل وزارة الخارجية السودانية ان المنتدى عمره ١٨ عاما وبدأ من مبادرة من الصين مبينا انه شكل اهم منصات الحوار والتشاور من خلال التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بتوفيره فرصا لتبادل المنافع والكسب المشترك .
ووصف قمة بكين بالتاريخية الناجحة لجهة انها كانت محضورة من قبل القادة الافارقة حيث شارك فيها ٣٩ رئيس دولة و٩ رؤساء حكومات وهي أكبر قمة رؤساء تستضيفها الصين بالاضافة الى الزخم السياسي غير المسبوق الذي صاحبها.
وأكد عيسى ان المنتدى دلالة على متانة العلاقات بين الدول الافريقية والصين من واقع الشراكة الاقتصادية والتجارية حيث اظهرت بيانات وزارة التجارة الصينية ان الصين اكبر شريك تجاري لتسعة سنوات متتالية ان الخطط العشرة الكبرى للتعاون بين الصين وافريقيا التي تم الاعلان عنها في قمة جوهانسبرج للتعاون الصيني في ٢٠١٥ تم تنفيذها بالكامل وكان لها تأثير واضح في مجال العلاقات الصينية الافريقية.
وقال ان التجارة بين الصين وافريقيا تشهد تكورا حيث ارتفعت التجارة الثنائية في النصف الاول من ٢٠١٨ بنسبة ١٦% على اساس سنوي يبلغ (٩٨،٨)مليار دولار.
وبلغ متوسط الاستثمار خلال ثلاثة سنوات (٣) مليار دولار فضلا عن تحسين البنية التحتية بتوقع ان يحقق للقارة طرقا بطول ٣٠ كلم وطاقة موانئ تبلغ ٨٥ مليون طن سنويا واكثر من ٩ ملايين طن يوميا من قدرة تنظيف المياه وتوليد ما يقارب من ٢٠ الف ميقاواط من الطاقة وتوفير ٩٠٠ الف وظيفة.
رصد: خالد النور
سودان برس