*لأول مرة تذهب لزيارة بنتها بالخرطوم..
*فابنتها هذه مذ تزوجها الرجل (المرتاح) وهي التي تأتي لرؤيتها بالبلد..
*فهو ليس من أبناء المنطقة…ولكنه رآها خلال زيارة (شغل)..
*وطلبها للزواج…وزكاه صديقه – وجارها – الذي كان طرفاً في الشغل هذا..
*ولم تسأل الأسرة عن طبيعة شغله ما دام (مرتاحاً)..
*هكذا كان يردد الجار…ومنه عرفت الأم – والأسرة – معنى (مرتاح)..
*فوالدتها هذه ما كانت تحب مغادرة البلد إلا للشديد القوي..
*والشديد القوي هذا هو الذي اضطرها للسفر إلى العاصمة..
*فقد كان لابد من جراحة…واستقبلها زوج بنتها في موقف الباصات بسيارة فارهة..
*وطوال الطريق طفقت تردد في سرها (فعلاً باين عليه مرتاح)..
*ولكنها لاحظت شيئاً غريباً بعد أيام…فنسيبها هذا لا يخرج من البيت إلا لماماً..
*وأغلب وقته داخل غرفته الخاصة…وابنتها تخدمه..
*فتخرج من عنده صينية طعام ليدخل براد شاي…ثم يخرج هذا لتدخل آنية عصير..
*وما بين دخول وخروج تصيح الزوجة في طفليها ليسكتا..
*فالأب غارق في الشغل؛ والإزعاج يشتت انتباهه…ويزيد عقله رهقاً على رهق..
*وكاد الفضول أن يقتل الأم قبل يومها…أي يوم العملية كما تزعم..
*سيما بعد عجز ابنتها عن شرح كنه هذا الشغل لها…أو عجزها هي عن فهمه..
*وتسللت إلى غرفة (المرتاح)…على حين غفلة من زوجته..
*فرأته ممداً على فراش وثير؛ وبجواره موز…و كيس سعوط…وكوب ليمون..
*ويدمدم عبر الهاتف (على الطلاق ربحي فيه ألفين بس)..
*فانتبه لدخول حماته جراء همهمة ندت عنها وسألها بضيق (بتقولي حاجة يا خالة؟)..
*فأجابت سريعاً (لا يا ولدي…بس بقول أريتو شغل السرور)..
*والآن دعونا ننتقل إلى مشهد آخر – سياسي – لا يقل (راحة) عن الذي ذكرنا..
*فالوزير يبدأ (شغله) – منذ لحظة تعيينه – بسرادقات الفرح..
*ثم الخطوة التالية هي البحث بين ملفات (الشغل) عن رحلة خارجية ذات (راحة)..
*وبعد أن يرتاح – نزهةً ونثريةً – يتحسس ما بين يديه من امتيازات..
*الفارهات…والبدلات….والأثاثات؛ مكتباً ومنزلاً..
*ثم يشرع – من ثم – في شغل الوزارة؛ فيسطر كلما يخطر على ذهنه من أحلام..
*وبذا يكون قد عمل (اللي عليه)…فينظر في شؤون نفسه..
*وشؤون نفسه هذه هي التي قد ينظر فيها – بدوره – المراجع العام… لاحقاً..
*وينفي الأمين السياسي للوطني أمس أن يكون كل ذلك (راحة)..
*ويقول: شغلنا هذا عبادة…ونحن نتقرب به إلى الله..
*يا باسان (أريتها عبادة السرور) !!!.
الصيحة