ونحن على مشارف عيد الأضحى المبارك المواطنين درجوا عادة وطبعاً على ذبح أضاحيهم أمام منازلهم بحيث يتدفق دم الأضحية أمام أبوابهم ليعلن عن ذلك طوال أيام التشريق ليعلم الجميع مدى تدين والتزام الذابح بشعائره، ويزيد البعض منهم بغمس يده في دم الضحية ويضرب بها على باب منزله لتظهر أصابعه الخمسة علامة أخرى على التدين، ويمارس الكثيرون طقس السلخ وحمل “الفرتة” إلى خارج المنزل، ويرمي السالخ “المصران كبير أخوانه” او “اب ضربو” كما يحلو لبعضهم على قارعة الطريق ويردف ذلك بالقاء الـ “قوادم” ساقي الخروف الأمامية، إذ لا حاجة بهم إلى عمل “الكوارع” في حالة توفر اللحمة للبعض برغم الغلاء الطاحن ولكن هنالك مقتدرون.
كثير من الولايات شهدت موجة من تفشي الاسهالات المائية في الفترة الماضية حصدت العديد من الأرواح ، لذا ندعو الأئمة الذين سيصلون بالناس الجمعة القادمة وصلاة العيد ان شاء الله يخصصون جزءاً من خطب الصلاة للحديث حول أهمية النظافه وسلامة البيئة ونحن نذبح الاضحية فى هذه الايام المباركه كيف يتم التخلص من الدم والفرث والامعاء لعل مثل هذا الحديث يفدى انفساً من اسهالات مائية جديدة وغيرها من الأوبئة لا سيما ونحن في فصل الخريف ، وعلي السلطات المحلية بالمدن عليها ان تدرك أمر النفايات في أيام العيد وان لم نفعل ذلك فيكون قد سمحنا لآلاف الذباب بالتوالد علي المخلفات الذبيحية نتيجة التخلص الخاطئ من مخلفات الذبيح للمواطنين ، حيث أن عدم الإلتزام بالتخلص السليم يتسبب في الكثير من أمراض الجهاز الهضمي إللي هو مش ناقص أصلاً، و كثيراً من الأسر في مجتمعاتنا تفضل أن يكون الذبح والسلخ في المنازل، حيث يتجمع أفراد الأسرة من أجل المساعدة في ذلك. ومع كثرة التجمعات السكانية والبشرية تجد الكثير من مخلفات الأضاحي متناثرة في مختلف الأماكن وفي الأحياء السكنية وبين البيوت والطرقات، مما يسبب في نشوء روائح كريهة وازدياد في تجمعات الحشرات والقوارض والذباب، ناهيك عن ما تسببه الدماء من تكون للبكتيريا والفيروسات بسبب التعفن فتكون من مسببات الأوبئة والعديد من الأمراض التي تنقلها الحشرات.
لذا لابد من أن يعي الجميع من خطورة الأمر والبدء في عملية التوعية باشكالها المختلفة والمتعددة حتي لا تدور عجلة الاسهالات المائية مرة أخرى ونعود لساقية جحا حمانا الله وكل عام والجميع بخير.
سودان برس