عاد سيد احمد من مزرعته عصرا وربط “حماره” جانبا وقام بإنزال البرسيم وتمنة اللبن، أحضرت الزوجة نفسية وجبة غداء كاربة ملاح ملوخية مع السلطة الخضراء بجانبها الملاحة والشطة سألته الزوجة (إنت يا سيد بصح المصريين ادونا أفران رغيف تبرع)، وتحدث الونسة عن الموضوع حينها تكون صينية شاي السادة قد أتت ويحتسي سيد بقة الشاي حتى لامست أطراف شاربه، ويضع الكباية على تربيزة الخشب بحرقة (أي قالوا ديل ناس الحكومة وتب نحن ما دايرين مساعدة من زول).
الحبوبة (أم حقين) تفرك شعرها الأبيض الملون بالصبغة ومحفضة القروش تتدلى من رقبتها (كيفن المصريين الحلب يدونا رغيف) يرد عليها سيد(ما ادونا رغيف ادونا أفران نعمل بيها الرغيف) الحبوبة (نان ماكلو واحد – فرن كان رغيف مخير الله المصريين الحلب بقوا يوكلونا رغيف) ..
فمخير الله ياود المدني هل بلغ بنا الحال أن نقبل إهداء الحكومة المصرية من الأفران لعمل الخبز وهي ذاتها ليست قادرة على إطعام شعبها وهل مشكلة السودان تكمن في الأفران.
الأفران سيدي الوزير على قفا من يشيل البلدية والإيطالية والفرنسية والأمريكية لكنها تفتقر للدقيق وتفتقر للمراقبة والعمل والتنظيم بجدولة المواطن المستحق عبر كرت البطاقة التموينية بحساب المواقع الجغرافية وأفراد الأسرة.
وان تكون هناك فكرة بأن الخبز الذي يصنع للمطاعم والكافتريات والمناسبات يكون مختلف شكلا وحجما عن الخبز المدعوم حتى لا يتغول ضعاف النفوس على حصة المواطن، وأن تعمل تلك المخابز الموجودة بالطاقة القصوى ليل نهار ويتم استيعاب شباب الثورة بها، وان تعمل الدولة على رفع الجمارك من إضافات إلانتاج من الخميرة وغيرها مع تفعيل إدارة مباحث التموين والأمن الاقتصادي.
سيدي الوزير نعم أن الحكومة والشعب يمران بظروف استثنائية عصيبة ودخلت حالة الارهاق والتعب كل بيت وربما صفوف الخبز تجعل حكومة حمدوك في (الباي باي) حال استمر الحال، لكننا لن نقبل سيدي الوزير أن تمن علينا دولة مصر بأفران الخبز وماذا تعني الأفران لمنظومة الحكم والدولة إن كانت هناك منظومة لها شرف وهيبة (وكيف يكون الحال إن ما كنت سوداني)، أي بنك حكومي بامكانه توفير هذه الأفران للدولة بالاجل الطويل وكم تساوي قيمتها مع كرامة وعزة الشعب الأبي.
سيدي الوزير كنا نقبل أن تمد لنا دولة مصر خطا للغاز وهي تمده للعدو الصهيويني أو خطا للطاقة الكهربائية من السد العالي والظلام يخيم على شمالنا الحبيب ويوقف أزمات وقطوعات الكهرباء التي آثرت سلبا على الناتج الإجمالي للبلاد وفقدنا ارواحنا عزيزة جراء قطع التيار بالمشافي، لكن أن تجود علينا بافران الخبز .. والله لا يشرف شعبا كشعب السودان وإن خيرته لأكل الحجر بدلا من الخبز المصري ، وهل حدثتك نفسك من تكن دولة مصر ألم تكن هي من تحتل جزءا عزيزا من بلادي في حلاليب وشلاتين و(عاملة رايحة).
الم تكن هي التي تكن لنا كل العداء التاريخي والنظرة الدونية لمواطني بلادي آلم تكن هي من يقول مثقفيها زورا وبهتانا أن السودان أخت مصر وكان دولة واحدة تحت إمرة الملك فاروق.
آلم تكن هي التي ظلمتنا ظلم الحسن والحسين في إتفاقية مياه النيل الم تكن هي من قتلت لاجئ بلادي بدم بارد في أحداث اعتصام المهندسين 2006 آلم تكن هي من (يتريق) مواطنيها الحلب حين تتجول في شوارع العتبة (يازول) ويجعل مخرجيها في السينما والمسلسلات السوداني حارسا للعمارة ألم تكن هي من قال فنانيها بعد مباراة الجزائر الشهيرة (مطارهم غرفتين وصالة).
الم تكن هي من تفرض تأشيرة لدخول اراضيها للمواطن السودان وهي المستفيدة من العملة الحرة في العلاج والسياحة والسكن وشراء حلل الألمونيوم والطقم الدمياطي آلم تكن هي من تشير إليها أصابع الإتهام بتزوير العملة ألتي انهكت الإقتصاد حتى وصل سعر الصرف 250ج…ألم تكن والم تكن ..
سيدي الوزير أن خبزهم سما في الدسم وضحكة بلهاء على شعب عزيز فخر العز فخورا بسودانيته وكرم أهله ولن نرضى أن يجود علينا أهل مصر بافران الخبز كلا والله وزفرات قلوب ابناء بلادى كحرارة افرانهم تلك وشعبا يأكل الجمر ويعرض صقرية قال المصريين قال.
سيدي الوزير حقيقة مخير الله أن يجود علينا المصريين بافران الخبز صدقني أن وجدتك جدتي (أم حقين) المشلخة لشرطت لك باقي القميص الذي اوصلك للوزارة.