العبيدية: سودان برس
شكل يوم الاثنين الثامن من مارس يوماً تأريخياً لمواطني وحدة العبيدية – الفاروق الإدارية بمحلية بربر بولاية نهر النيل وهي تستقبل قطار البناء والعدالة المحمَّل بمشروعات التنمية والخدمات الضرورية التي أنجزتها الشركة السودانية للموارد المعدنية في إطار مشروعات المسؤولية المجتمعية.
فقد خرجت المنطقة عن بكرة أبيها لاستقبال القطار بالهتاف والدموع والتكبير والزغاريد، كيف لا وقد عادت الحقوق لأهلها بفضل نضالات لجان المقاومة وتفهم ووعي الشركة السودانية للموارد المعدنية، فأثمر التناغم والتنسيق بين الطرفين وصول قطار البناء والعدالة وهو أول الغيث.
إعادة المشهد:
ما شاهدناه في محطة العبيدية للسكة الحديد أثار في النفوس لواعج الشجن وأعاد للذاكرة قطار الثورة الذي أرسلته عطبرة إلى ميدان الاعتصام في القيادة العامة في أبريل من العام ٢٠١٩م، لترد الشركة السودانية الدين وتعيد ذات المشهد بقطار يحمل على متنه مشروعات للتنمية والخدمات.
وما أشبه الليلة بالبارحة، فليرقد شهداء العبيدية بسلام آمنيين، وليطمئنوا أن أهلهم وذويهم في العبيدية – الفاروق، قد قطفوا بعضاً من ثمار ما غرسوه بأرواحهم وروه بدمائهم الطاهرة، وما أحلاه من وفاء لأهل دين وعطاء.
وتسابق المتحدثون في الإشادة بجهد الشركة السودانية للموارد المعدنية ودورها في جعل قطار البناء والعدالة ممكناً، وقال ممثل الوحدة الإدارية للعبيدية – الفاروق، محمد حسن عطا الله إن الشركة اضطلعت بدور متعاظم في اتنزاع حقوق المنطقة من شركات التعدين لتنعكس على المواطنين خدمات وتنمية، مطالباً بتأصيل هذه المشروعات عبر قانون يرسخ لنظم وسياسات لا تكون مرهونة بأشخاص.
غياب الوالية:
وكان لافتاً رغم فخامة المشهد وضخامة الحدث، غياب والية نهر النيل آمنة المكي وحكومتها في الدامر وعلى مستوى المحلية في بربر، وهو أمر أثار الكثير من التساؤلات وسط المواطنين والزملاء الإعلاميين.
ويؤكد مدير مكتب الشركة السودانية بولاية نهر النيل دكتور أسامة الماحي أنهم قد أرسلوا دعوات رسمية للسيدة آمنة أحمد المكي والي نهر النيل وللمسؤولين في محلية بربر، ولكن لا يعلم سبب غيابهم عن حضور هذا الحدث المهم.
وفي ذات السياق تأسف الأستاذ محمد عبدالله علي، ممثل لجان المقاومة بوحدة العبيدية – الفاروق الإدارية لغياب الحكومة التي تمثل الثورة وهي خطوة حسب تقديره تنعكس سلباً على شكل التناغم الذي ينبغي أن يسود بين هياكل الثورة ومؤسساتها المختلفة، مشدداً على ضرورة الابتعاد عن التشاكس وإزالة كل التقاطعات التي من شأنها إضعاف الثورة.
حق أصيل:
ويعود دكتور أسامة الماحي مدير مكتب شركة الموارد بولاية نهر النيل ليؤكد أن ثورة ديسمبر اندلعت لتحقيق التنمية وإزالة كل مظاهر الظلم والفساد والاستبداد ولم تأتِ للتشاكس وإثارة الخلافات بين مكوناتها، وقطع الماحي بأن قطار البناء والعدالة حق اصيل لمواطني المنطقة ولا يمكن لأي جهة أن تمتن عليهم.
التزامات مستقبلية:
ولما كانت ولاية نهر النيل تسمى ولاية الذهب فقد بشًر مدير الإدارة العامة للإشراف والرقابة على الشركات دكتور نزار سيد مكاوي بإرسال المزيد من القطارات إلى الولاية الصفراء طالما استمرت في إنتاجيتها العالية التي تربو من 80 بالمائة من إنتاجية الذهب في السودان على صعيد قطاعي التعدين التقليدي والمنظَّم.
وطالب مكاوي المجتمعات المحلية المستضيفة لشركات الإنتاج باستعجال تحديد المشروعات لتتم إجراءات دراستها وتنفيذها بشكل فوري، مجدداً التأكيد على أن هذه المشروعات حق مكفول بالقانون وفق وثيقة التعاقد التي وقعتها الشركة السودانية للموارد المعدنية ممثلة لوزارة المعادن وحكومة السودان مع المجتمعات المحلية المستضيفة لشركات الإنتاج.
تكريم أردول:
ظل لسان المجتمعات المحلية يلهج بالشكر والثناء والتقدير للمدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة الأستاذ مبارك عبد الرحمن أردول الذي أوفد ممثلين له لإيصال قطار البناء والعدالة، لتقديرات شخصية، فأردول الذي نعرف لديه قناعة راسخة أن ما تم تنفيذه من مشروعات هو حق المواطنين في نهر النيل لإزالة ملامح الظلم والتهميش وسد ولو جزء يسير مما قدموه من تضحيات بالتنازل عن أراضيهم وبيوتهم ومزارعهم ومراعيهم لصالح استثمار البلاد والنهوض بالاقتصاد.
فكان تفاعل مواطني وحدة العبيدية – الفاروق الإدارية بتكريم أردول وسط هتافات الرجال وزغاريد النساء وأهازيج الأطفال، ليسدل بهذا التكريم الستار على الاحتفال الشعبي والعفوي باستقبال قطار البناء والعدالة في منطقة العبيدية.
وهاهو قطار الشوق يعود ومعه تعود وحدة العبيدية – الفاروق الإدارية مزهوة وقد عادت إليها بعض حقوقها.