أخيراً سوف يتم القضاء على الفقر قضاءً مبرماً وسوف يكسب الفقراء والخريجون مما (حلبت) أيديهم، ففي الطريق إليكم إحدى المبادرات الرائعة غير المسبوقة والتي سوف تتبناها الدولة لحل أزمة الغذاء في البلاد، إذ سوف يتم تمليك الأسر الفقيرة والعطالى والخريجين (غنماية)! ليصبح شعار المرحلة (غنماية لكل مواطن غنماية)!
إنها فكرة أكثر من رائعة توضح بما لا يدع مجالاً للشك عبقرية مسئولينا فى وضع الحلول الجذرية لمشكلاتنا المزمنة كمواطنين وأهمها مشكلة (الغذاء) التي تواجه السواد الأعظم نسبة لإرتفاع أسعار السلع الغذائية .
ولأن (القوم) يعلمون تماماً أن المواطن لا يملك (شروى نقير) و(أباطو والنجم) فسوف يتم منح المواطنين قروضاً بنكية (منهكة) تكفي كل واحد منهم لشراء (غنمايتو) بالتقسيط !
يترك المواطنون الحديث عن (الفساد) و(إنعدام الخبز) في الأفران و(صعوبة المواصلات) والغاز وصفوف (الجاز) وتصبح كل أحاديثهم عن (غنمايتي وغنمايتك) خاصة بعد أن يتم توجيه وتكريس الإعلام الحكومي للمسألة، وتمتلئ مينشيتات الصحف بالعناوين من شاكلة :
- وصول أول دفعة من الاغنام الهولندية
- الدولة ماضية في حل مشكلات المواطنين
- مباحاثات أسترالية سودانية لإستيراد أغنام
- المعمل البيطري: إنتاجية عالية للأغنام المستوردة
- السفير الهولندي يشيد بمبادرة (غنماية لكل مواطن غنماية)
ثم تتجه شركات تمليك الأغنام إلى بث إعلاناتها المكثفة على كافة القنوات والإذاعات:
– أيها المواطن أيتها المواطنه (غنمايتك حمايتك) من الفقر والجوع !
– أيها المواطن .. بدون غنماية ما عندك حماية..
يهرع (الجداد الاليكتروني) لصفحاتهم على الفيسبوك والواتسآب من أجل نسج القصص الوهمية التي تمجد المشروع وتكسبه مصداقيه فيكتب أحدهم:
مشيت (بنك الغنم المتحد) أديتهم (بس البطاقة) الشخصية قاموا طوالي فتحوا الحوش بتاعهم لقيت ليك غنم كتار سمااان لونهم أبيض قالو ليا اعزل ليك واحده … قمتا عزلتا ليا واحده حلوة جنس حلا ومبغبغة .. وديتا البيت .. لمن المغرب جاء كولنا ختينا شاي اللبن .. وباقي اللبن عملناهو (مِش وزبادي) !!
ويكتب آخر:
الناس البتتكلم عن إنو الناس جيعانة وما لاقية أكل ديل حقو يختشوا .. أهو الحكومة وفرت ليكم الأكل وكل زول فيكم أقل حاجة عندو خمسة ستة أرطال لبن في اليوم .. تشربوهو؟ تاكلوهو؟ تخللوهو؟ على كيفكم عاوزين تاني شنوو؟ في حكومة في العالم بتعمل لي مواطنيها كده؟ والله إنتو ما عارفين العز الإنتو فيهو ساااي !!
وثالث يضع صورة على (بروفايلو) يظهر فيها وهو يمسك (غنمايتو) بيد ويمسك بالأخرى لافتة كتب عليها (الغنماية هي الحل).
ما أن يتم تعميم المسألة حتى يبدأ خبراء (المستوصفات) فى إنشاء مستوصفات (أغنام) لا تقبل مرضاها إلا بعد دفع تأمين بالشئ الفلانى (لو الغنماية عاوزة تطلع الروح)، كما يسرع بعضهم إلى تأليف كتاب (تعلم الحلب فى خمسة أيام) لأولئك لمواطني (العاصمة) الذين ليس لهم فى تربية (الأنعام) ولا يعرفون الفرق بين (القوقاز والأمباز).
ومما لاشك فيه أن هذه (المبادرة) سوف يستفيد منها الخريجون كثيراً، فبدلاً عن (قعاد الضللة) سوف يبدأون فى ممارسة حياتهم العملية الجديدة فى تسمين (الغنم) وشرب (شاي المغربية) و(أكل المش والزبادي) وإحتمال (الأجبان) ثم بيع (المتبقي) من الإنتاج وتسديد أقساط القرض (للبنوك) والصرف على إحتياجاتهم من مأكل ومشرب و(رصيد) وخلافه ثم توفير (الباقى)! حتى إذا ما بلغ أحدهم (التسعين) من العمر إستطاع أن يكمل نصف دينه فى مقابر أحمد شرفى، هذا إذا لم تأت (أنفلونزا التيوس) فتموت (الأغنام) قبل إسترداد قيمة القرض فيذهب الجميع ليبقوا إلى حين السداد ..
كسرة :
المشروع الذي يليه لحل أزمة المواصلات (حمار لكل مواطن حمار) !!
تنبيه: يوجد واو جديد
- كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 101 واو – (ليها ثماني سنين وخمسة شهور)؟
- كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 60 واو (ليها خمس سنين).
الجريدة